[size=12][b][size=16]الحديث عن مفهوم محدد للثقافة ، أمر يفتقر للسهولة ،
خاصة في عصرنا هذا الذي تتهاوى فيه كثير من النظم والأفكار والقواعد
المعرفية ، فهي ليست موضوعا علميا واحدا ، بل هي مجموعة من العلوم
الاجتماعية والتاريخية والفلسفية تتشابك معا في نسيج كلي مع ما توصلت إليه
ثورة المعلومات والاتصالات والإنترنت والتكنولوجيا والعلوم المتقدمة ،
مضافا إليها الانسان صانع هذه الثقافة ومبدعها ومتلقيها ، فالثقافة جملة
ما يبدعه المجتمع على صعيد العلم والفن ومجالات الحياة الروحية الأ...... من
أجل استخدامها في حل مشكلات التقدم العلمي ، أو هي "مجمل ألوان النشاط
العملي والعلمي للإنسان والمجتمع وكذلك نتائج هذا النشاط ، بارتباطه
بأشكال الوعي الاجتماعي : الفلسفة ، العلم ، الأيديولوجيا ، الأخلاق ،
الدين ، الفن التي سيصيبها –فيما نعتقد- تغيرا عميقا بسبب هذه التطورات
والمتغيرات النوعية الهائلة في البنية الثقافية على الصعيد الإنساني ، منذ
العقود الأخيرة للقرن العشرين والى اليوم في سياق هذا التطور المتسارع
للعلوم والتقانة أو تكنولوجيا المعلومات ، حيث أصبحت صناعة الثقافة
والمعلومات من أهم صناعات هذا العصر بلا منازع .
على أي حال ،
الثقافة كانت وستظل عنوان الوجود المجتمعي في مرحلة محددة –أو أكثر- من
مراحل التطور ، تعكس طريقة أو أسلوب النشاط الإنساني الاجتماعي ، وعاداته
وتقاليده وأعرافه وقيمه ومعتقداته وتصوراته تجاه الخير أو الشر أو باتجاه
عالم الغيب وعالم الواقع ، فالثقافة ثمرة هذا النشاط المادي والروحي
للمجتمع الذي يتحدد مستوى تطوره بطبيعية النمط (أو الأنماط) الاجتماعي
السائد فيه .
و في عصرنا الراهن فإن الثقافة كلمة تطلق على قيم
المجتمع ، و سلوكياته و أهدافه و نظمه الاجتماعية و قواعده الإقتصادية ، و
علاقاته الإنتاجية السائدة بين أفراده ، و ما تفرزه هذه العلاقات من
علاقات إجتماعية متباينة ، و إلى جانب كل ذلك ، فإن الثقافة تطلق أيضاً
على جميع الأفعال و المتغيرات التي تعطي المجتمع طابعاً خاصاً بما في ذلك
طريقته في النظر إلى الحياة أو التعامل معها .
بهذا المفهوم