دموع العين اشجان والحان يتغنى بها الانسان في غياهب الفراق والبعد والخوف والصمت المتبدد بلوعة الشوق المحرق تلك هي اللغة المعبره والبسمة الحانية ،انها قدر العاشقين وسنة المغرومين وصلاة اهل الهوى في سكنة الليل وبزوغ النجوم وتخييم الظلام الحالك على الابصار في ليل يوم كانه اعوام من طول الوجد، فيه تقف الدمعة تناجي صاحبها: اخرجني من عينك ان كان ذلك يزيح همك ويشرح صدرك ويطفى شمعة الاسى في فؤادك ويمحو نار البعد في صميمك الذي ابكى الدمعة ذاتها رثاء لحال هذا المحزون الذي لايفتا يطلقها اهات حتي يتبعها بسيل من الدموع تجري في وادي الخدود الخصيب الذي انجرف من الدموع التي لاتزال تجري مادام في القلب اسى ومادامت الروح تسبح في في اعماق الذاكرة لتحيي ذكرى ايام لم تتبدد ومادام الجسد يشكو مصيبة البعد وطول المسافات بينه وبين من الفهم وانس في سالف ايامه بوجودهم وحضورهم ،نعم انها لسان الحال لمن اطال المقام واعلن الافلاس من الوصل وتجرع غصص الهجر على رفات الاحزان الكئيبة التي تكدر الخاطر وتشعشع الظلام في اعماق الروح اطلق العنان لتلك الدموع لتجري فانها لن تجري هباء فهي لاتحب الاسراف وتبغض البخل بل تتوسط في ذلك توسط المقسطين لتعلن انها لن تغيب في وقت لحظات البهجة وسور النفس فتجدها تجري في عيون الامهات وبلقاء ابنائهن والزوجات في وصول ازواجهن ،في ماقي الناجحين في اهداب الشاكرين انها سحابة غيم ترجي ارض القلوب هطولها لتروي ماأجدبه الفراق والاحزان وأضمئته هواجر النسيان فيا قلب انت معين تلك الرافدة فلك ان تختار بين ان تمضي وتستمر في رفدها بتلك القطرات والغيوم بما تحمله من اللوعة والفراق والهموم او ان تكف عن هذيانك وتنسى احزانك وتكبت اشواقك فتقطع في ذلك نهر يجري يمحو بماءه العذب معاني التعب والنصب والكدر ذلك النهر الذ يحمل زبد الاهات والحسرات التي اضنت الفؤاد ونغصت اللحظات لكن ذلك النهر يحمل في اغواره درر من الراحة ويشبع ارض الروح بزرع خضير يضفي على الفؤاد طمانينة وهدوء فاجري ايتها الموع فليس للقلب عليك سبيل بان يحصرك ويمنعك من الجريان اذا كان يريد لماءك ان يصبح اسيا فلا تقبلي فان لك سطوة وسلطة في النفوس تضاهي مكانته