لا تتدخلوا إنها.... حريّاتهم!!

جماعة تدافع عن (حرية الصحافة) ومقرها نيويورك تسمى بلجنة (حماية الصحافيين) أصدرت تصنيفها الخاص -بل ترتيبها الخاص -لدول العالم من حيث ديمقراطيتها الإعلامية ورقابتها على أجهزة الإعلام . واضعة ثلاث دول عربية، إلى جانب كوريا الشمالية وكوبا!!، من بين أكثر عشر دول تمارس رقابتها على وسائل الإعلام فيها.
تصنيفات دائمة ودروس دائمة، حقوق الإنسان، حريات الصحافة، مقاييس الشفافية، إلى ما هنالك ...
محاولات حثيثة لإدارات واشنطن ومن يدور في فلكها تحسين صورتها لدى لدول العالم الثالث-وفي أيامنا هذه الوطن العربي بشكل خاص- والظهور بمظهر الشرطي العالمي النزيه، وضابط إيقاع الحريات للوضع الدولي بتشعباته وتناقضاته، مستخدمة المئات من وسائل الإعلام الحكومية والخاصة، والجمعيات والمؤسسات الأهلية، لتمرير هذه الفكرة، أما السياسات الملطخة بدماء الأبرياء، فتغيب عن فضائيات (الحياد) الإعلامي..
صحيفة ميرور البريطانية تنقل عن مكتب رئيس الحكومة البريطانية، أن بوش الابن خطط لقصف جوي لمكتب قناة الجزيرة الفضائية، خلال لقائه بلير في 16 نيسان 2000, وأثناء شن قواته غاراته ومذابحه المشهورة في الفلوجة!
إذاً هي القناة الفضائية التي تحظى غالباً، بأسهم عالية من التقييم الديمقراطي لنموذج الإعلامي الفضائي الحر، بدا أنها ابتعدت -ولو قليلاً -عن مسارات الحريات المرسومة بالتفصيل على مقاييس واشنطن .. فحق لها العقاب!!
هل لأن هذه القناة حققت انتصاراً ( عفواً إرهاباً) إعلامياً، يؤذي المصالح الأمريكية ويسبب (اللا استقرار) في السلم الدولي؟
-في عام 2001 هدّم مكتب "الجزيرة" في كابول بواسطة قنبلتين ذكيتين.
-في عام 2002 قتل مراسل "الجزيرة" الزميل الصحفي طارق أيوب بهجوم صاورخي أمريكي على مركز القناة في بغداد.
لكن أين ولماذا تظهر المشكلة هنا ؟ هل لأن هذه الفضائية أو غيرها قابلة يوماً ما لأن تصنّف ضمن محور الشر الإعلامي؟؟
أصحاب الجيوش الجرارة وزعماء الحشد الدولي، يسخرون اهتمامهم لقصف قناة فضائية!
نعود إلى مقدمة الخبر ... :
/17/ معياراً للتقييم، أهمها -كما تقول اللجنة -الرقابة الحكومية على أجهزة الإعلام والتشويش على الإذاعات الخاصة. هكذا فقط واستناداً إلى هذا فقط يتم التقييم.
ماذا لو اعتمدت ضمن التقييم اعتبارات أخرى من مثل :
1. استهداف الزملاء الصحفيين بالتصفية والاغتيالات. (كما حصل في قصف مكاتب لقنوات إعلامية فوق رؤوس الصحفيين!!)
2. منع إيصال حقائق ما تتعرض له الشعوب من تنكيل واضطهاد وقتل وإبادة ومجازر جماعية وحصار ظالم.
و هنا إلى مقدمة المقال سنسأل (رواد) حرية الصحافة في الغرب: هل كانوا سيحققون نشوة الانتصار إذا ما نفذ بوش تهديده ووعيده بتدمير قناة فضائية على رؤوس موظفيها!؟
هل كانت جمعية (حماية) الصحفيين ستدخل واشنطن في حسابات ترتيب ديمقراطية الإعلام ووسائله؟
تحاسب الدول لرقابتها على وسائل إعلامها، لكن أن تتدخل في وسائل إعلام دول أخرى، فتقاطع، أو تشوه، أو تضغط، أو حتى أخيراً، تقصف‍‍، ‍‍فهذا مسموح !!
كل الدول تقوم على القوة يقول تروتسكي، البعض يضيف هنا أنه وبما أن واشنطن أقوى عواصم العالم حالياً، وتتبنى مشروع الشرطي الدولي، فمنطق القوة يقول أنهم فقط من يقرر ويرسم، وعلى باقي سكان المعمورة الطاعة فقط، والتنفيذ أحياناً!!.
الأخلاقية الإعلامية جزء بسيط من منظومة الأخلاق الكاملة..
فإذا غابت الأخلاق بالكامل، لن نستغرب غياب البعض البسيط!!

شكرا لك علي المرور عيون الامل
تحياتي لك

مشكور اخى منتحر

لا شكر علي واجب اخ مهند
مشكور لمرورك



تحياتي لك

كل الاحترام اخى منتحر شكرا لانك بيننا

تحياتى لمنتحر ويعطيك العافية