المازوكية !!
كلمة المازوكية مأخوذة من اسم روائي نمساوي عاش في القرن التاسع عشر ويدعى
" لوبولد فون ساشر ماسوش "
وذلك لأن أبطال رواياته كانوا يستمتعون بالألم الجسدي والإهانات والتعذيب، وهى تنطق ماسوشية أو مازوكية أو مازوخية Masochism
ولها مستويان :
1- المازوكية العامة (أو المازوكية الأخلاقية) :
وفيها نجد أن الشخص المازوكي يقوم بأشياء (بوعي أو بدون وعى) تعرضه للفشل أو الضياع أو الإهانة أو التحقير أو الإيذاء اللفظي أو البدني،
وهو يكرر هذا السلوك ويجد متعة خفية في ذلك على الرغم من شكواه الظاهرية.
ويستمر الشخص في هذا السلوك بشكل شبه قهري مهما تعرض للمشاكل والمتاعب،
فهو يعشق دور الضحية والمظلوم والمقهور والمعذب.
والمازوكية على هذا المستوى هي نوع من اضطراب الشخصية المصحوب بسلوك هادم للذات .
2- المازوكية الجنسية :
وهي تعني الشعور باللذة الجنسية فقط حين يكون الفعل الجنسي مصحوبا بالإهانة اللفظية والعنف الجسدي للشخص المازوكى .
ويعتقد فرويد أن الشخص المازوكى لا يستطيع الشعور باللذة الجنسية في الأحوال العادية نظرا لشعوره بالقلق وإحساسه بالذنب لذلك فالإيذاء الجسدي أو المعنوي يخففان من هذه المشاعر ويسمحان بالشعور باللذة الجنسية وكأنهما غطاء لابد منه للوصول إلى هذا الشعور .
أما عن أسبابها فهي ليست معروفة بالتحديد ،
ولكن علماء النفس (خاصة التحليليون) يرون أن الشخص المازوكى يتعين (أو يتماهى) بأمه (يتقمص دورها الأنثوي) بدلا من أبيه خاصة إذا كان الطفل قريبا من أمه بدرجة زائدة وشعر أنها مظلومة من أبيه أو من غيره فهنا يتعاطف معها ويحب دائما أن يكون في وضع المظلوم مثلها حتى يخفف من مشاعر الذنب حيالها ،
والمازوكي لديه شعور عميق بالذنب ( ربما لوجود مشاعر عدوانية أو جنسية بداخله ) لذلك يحتاج للإيذاء النفسي والجسدي للتخفيف من هذه المشاعر المؤلمة وساعتها يشعر بالراحة أو بالنشوة .
والمازوكي يشعر بالوحدة والخوف من هجر الحبيب لذلك فهو يعشق دور المظلوم والضحية لكي يكسب عطف الناس واهتمامهم .
والعلاج المستخدم في مثل هذه الحالات هو العلاج النفسي المتوجه نحو الاستبصار ويتم من خلال عدد من الجلسات النفسية الفردية التي يصل من خلالها الشخص المازوكى (بمساعدة المعالج) إلى جذور مشاعر الذنب وهى غالبا ما تكون دفعات عدائية يريد أن يعاقب نفسه عليها حتى يستريح ،
أو يرى أسباب تعينه بأمه وفشله في التعين بأبيه في مرحلة الطفولة المبكرة، أو يرى وحدته القاسية وخوفه من الهجر وبالتالي يسعى لاجتذاب الاهتمام والتعاطف من خلال دور المظلوم والمعذب والمحبط .
وهناك وسائل علاج ذاتية إيجابية تخفف من مشاعر الذنب العميقة وهى الصيام والصلاة والحج والصدقات وفعل الخيرات وتحمل المشاق في سبيل أعمال الخير والبر .
.................................................. .................