الايتام وضع غائم

هي فئة مهمشة غالبا و إذا ما التقيناها نكتفي بمصمصة الشفاه حسرة و شفقةثم نمضي في طريقنا كأننا لم نلتق بهم
اليتيم يضعنا أمام أسئلة ضميرية
ما الذي ينقصهم ؟ماذا قدمنا لهم؟ و مالذي يريدونه م بالمقام الأول بمعنى ماهي احتياجاتهم و متطلباتهم؟ و كيف نربي أولادنا ليتعاملوا مع هذه الفئة الكريمة الموجودة في كل المجتمعات الإنسانية؟
من الواجب الديني أن نخص الايتام برعايتنا امتثالا لأمر الله عزوجل " فأما اليتيم فلا تقهر" و قد أوصانا الرسول صلى الله عليه و سلم : أنا و كافل اليتيم في الجنة كهاتين (و أشار إلى إصبعيه).
ثم تبعا للواجب الإنساني
كثيرة هي دور رعاية الأيتام و لكن لو دخلناها بشكل متخفٍ لرأينا فيها العجب العجاب و لرأينا ما ينقصهم من أشياء معنوية و مادية على حد سواء
اليتيم يريد حياة كريمة سوية كباقي أفراد المجتمع في المقام الأول
يريد تعليما جيدا أو إعدادا مهنيا ليستطيع إعالة نفسه و تأسيس عائلته عندما يكبر
و فيما هم يحتاجون إلى التربية الصحيحة و الإنفاق الميسر في غير ترف و لا تقتير نجد أن غالبية المدارس و الدور التي تعنى بالأيتام و المعاهد الخاصة بهذه الفئة إضافة للقطاء أي مجهولي النسب تكتفي بتقديم النزر اليسير من المعونة و التي تعتمد بشكل أساسي على الدعم الخارجي من المتبرعين الأفراد و هذا معناه أن الدعم غير منهجي و غير ثابت كما أن القائمين على عملية الإدارة و التنفيذ يعملون بشكل ميكانيكي بحت أي بدون أية عواطف أو مشاعر أو تأهيل تربوي و نفسي للتعامل مع مشاكلهم على أساس سليم إلا من رحم ربي لأنهم- و إن تظاهروا بالعكس- يعتبرون الأيتام أدنى منهم رتبة في السلم الاجتماعي و هذا بالتأكيد يؤذي مشاعرالأيتام و يجعلهم حاملين لعقدة الدونية أو النقص طوال حياتهم .
و قد كفلت الحكومات لليتيم حقه كباقي أفراد الشعب و نظمت عملية رعايته لكن بقيت المؤسسات المسؤولة عن القيام بهذه العملية خاضعة للفساد الإداري المتفشي في كل مفاصل حياتنا
لكن بما أن رعاية الايتام لا تقتصر على المؤسسات يجب أن نعتبر أننا كلنا مسئولين أمام الله عن هذا الإنسان متطلباته المادية أولا و تربيته وفق مسار صحيح ثانيا لأنه إن لم نقدم له حياة كريمة فهو سوف يكفر بالمبادئ التي حاولنا زرعها فيه و اللوم أولا و آخرا يقع علينا كمجتمع.
غير أنني أسجل نقاطا مشرقة لبعض دور رعاية الأيتام في دمشق
دارة سيد قريش مثلا و سر نجاحها أنها أنشأت من أموال التبرعات مشروعات لتمويل الدار ثم دربت الأيتام تدريبا مهنيا عاليا ليصبحوا الكوادر العاملة في هذه المشروعات بعد تخرجهم من مدارسهم و كلياتهم
و جمعية قرى الأطفال و التي تميزت بخلق جو أسري للأطفال الأيتام و تأمين حياة كريمة لهم
هل غرسنا في أبنائنا قيم التعامل مع اليتيم واحتوائه؟
للأسف لم نعمل بشكل كاف و الدليل أن الأطفال في المدرسة يزدرون الطفل اليتيم و يسخرون منه برغم أن قدراته الفكرية قد تفوق الأطفال العاديين و ذلك تبعا للثقافة السائدة في البيت
السؤال الذي يطرح نفسه هنا
ما رسالتك في هذا الشأن الإنساني؟

يعطيك العافية اخ مستقيل
تحياتي لك يا ورد

يسلمو منتحر على المرور تحياتي

لا مش مهمشة بالعكس شكرا لألك ولموضوعك

زائر

شكرا على الطرح الرائع والمميز تحياتي الحاره